للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

أم لا يضاف إلا إلى الظاهر؟ فذهب النحاس والزبيدي والكسائي إلى أنه لا يقال إلا: اللهم؛ صل على محمد وآل محمد، ولا يقال: وآله، قالوا: والصواب: وأهله، وذهبت طائفة أخرى إلى أن ذلك يقال؛ منهم ابن السيد، وهو الصواب؛ لأن السماع الصحيح يعضده؛ فإنه قد جاء في قول عبد المطلب:

لا هم إن العبد يمـ ... ـنع رحله فامنع رحالك

وانصر على آل الصليـ ... ـب وعابديه اليوم آلك

وغير ذلك من كلام العرب.

قوله: (وبارك) من البركة؛ وهي هنا الزيادة من الخير والكرامة، وأصلها من البروك؛ وهو الثبوت على الشيء، ومنه بركت الإبل، ويجوز أن تكون البركة هنا بمعنى التطهير والتزكية؛ كما قال تعالى: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} (١).

ثم اختلف أرباب المعارف في فائدة قوله: (كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم) على تأويلات كثيرة: أظهرها: أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ذلك لنفسه وأهل بيته؛ لتتم النعمة عليهم والبركة كما أتمها على إبراهيم وآله، وقيل: بل سأل ذلك لأمته؛ ليثابوا على ذلك، وقيل: ليبقى له ذلك دائمًا إلى يوم الدين، ويجعل له به لسان صدق في الآخرين كما جعله لإبراهيم، وقيل: كان ذلك قبل أن يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل ولد آدم، وقيل: بل سأل أن يصلى عليه صلاة يتخذه بها خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا، وقد أجابه الله واتخذه خليلًا؛ كما جاء في الصحيح: "لو كنت متخذًا خليلًا ..


(١) سورة هود: (٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>