للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الرحمن"، رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه من حديث ابن مسعود، وقد جاء: "أنا حبيب الرحمن رواه الترمذي بلفظ: "وأنا حبيب الله" من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

وقد اختلف العلماء أيضًا أيهما أشرف أو هما سواء؟ واختلف هل يدعى للنبي صلى الله عليه وسلم بغير الصلاة والسلام، فيقال مثلًا: اللهم؛ ارحم محمدًا، أو لمحمد، أو لا يقال ذلك؟ فذهب أبو عمر بن عبد البر إلى منع ذلك، واختار ذلك أبو محمد بن أبي زيد، والصحيح جوازه؛ فقد جاء ذلك في أحاديث كثيرة.

واختلف أيضًا هل يصلى على غير الأنبياء استقلالًا، فيقال: اللهم؛ صل على فلان؟ فكره ذلك مالك؛ لأنه لم يكن من عمل من مضى، بل ذكر عن مالك رواية شاذة أنه لا يصلى على أحد من الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم، وهي متأولة عليه بأنا لم نتعبد بالصلاة على غيره من الأنبياء، وذهبت طائفة إلى جواز ذلك على المؤمنين؛ لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ} (١)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم؛ صل على آل أبي أوفى"، رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داوود والنسائي وابن ماجه من حديث عبد الله بن أبي أوفى، ورد الفريق الآخر بأن هذا صدر من الله ورسوله، ولهما أن يقولا ما أرادا، بخلاف غيرهما الذي هو محكوم عليه، والذي أراه ما صار إليه مالك " لقوله تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} (٢)، ويضاف إلى ذلك أن


(١) سورة الأحزاب: (١٥).
(٢) سورة النور: (٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>