للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ".

===

سكراته، وقيل: هي سوء الخاتمة، أضيفت إلى الموت، لقربها منه، كما في "المبارق" و"المرقاة".

(ومن) شر (فتنة المسيح الدجال) كما في رواية مسلم؛ أي: لابتلائه وامتحانه على تقدير لقائه، والمسيح -بفتح وكسر السين مخففة- وقيده بالدجال؛ ليمتاز عن عيسى ابن مريم عليه السلام، والدجال من الدجل؛ وهو الخلط، وسمي به؛ لكثرة خلطه الباطل بالحق، أو من دجل إذا كذب، وبالمسيح؛ لأن إحدى عينيه ممسوحة، فعيل بمعنى مفعول، أو لأنه يمسح الأرض؛ أي: يقطعها في أيام معدودة، فهو بمعنى فاعل، أو لأن الخير مسح منه، فهو مسيح الضلال، وإضافة شر إلى الفتنة، كما في رواية مسلم، كما ذكرنا آنفًا .. للبيان، وفي "السبل": وأما عيسى .. فقيل له: المسيح؛ لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن، وقيل: لأن زكريا مسحه، وقيل: لأنه ما كان يمسح ذا عاهة إلا برئ، أو لأنه كان ممسوح القدمين، وقيل: أصله المسيحا بالعبرانية، ومعناه المبارك، كذا في "المرقاة"، وذكر أن صاحب "القاموس" جمع في وجه تسميته بذلك خمسين قولًا. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، رقم (١٣٧٧)، ومسلم في كتاب المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، رقم (١٣٠ - ٥٨٨)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب ما يقول بعد التشهد، رقم (٩٨٣)، والنسائي في كتاب السهو، كتاب الجنائز، كتاب الاستعاذة، باب التعوذ من عذاب القبر، والدارمي والطبراني وأحمد.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به.

<<  <  ج: ص:  >  >>