الظاهرية وابن حزم منهم، ويجب عنده أيضًا في التشهد الأول عملًا منه بإطلاق اللفظ المتفق عليه، وأمر طاووس ابنه بإعادة الصلاة لما لم يستعذ فيها؛ فإنه يقول بالوجوب وبطلان الصلاة مِن تركها، والجمهور حملوه على الندب. انتهى من "العون".
قال ابن الملك: والأمر بالاستعاذة للاستحباب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود حين علمه التشهد:"إذا قلت هذا أو فعلت هذا .. فقد تمت صلاتك" ولو كانت الاستعاذة واجبة .. لما تمت بدونها. انتهى، وقيل: معنى الوجوب: الاهتمام به.
وقوله:(من عذاب جهنم) بدل من قوله: "من أربع" بدل تفصيل من مجمل، قدم جهنم؛ لأنه أشد وأبقى، (ومن عذاب القبر) فيه رد على المنكرين لذلك من المعتزلة، والأحاديث في الباب متواترة، (ومن فتنة المحيا) بالقصر مفعل من الحياة.
(و) كذا (الممات) مفعل من الموت، والمراد: الحياة والموت، ويحتمل أن يراد زمان ذلك؛ لأن ما كان معتل العين من الثلاثي يأتي منه المصدر والزمان والمكان بلفظ واحد، قال ابن دقيق العيد: فتنة المحيا ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتنان بالدنيا والشهوات والجهالات، وأعظمها -والعياذ بالله تعالى- سوء الخاتمة عند الموت، وفتنة الممات يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت، أضيفت إليه لقربها منه، ويكون المراد على هذا بفتنة المحيا: ما قبل ذلك، ويجوز أن يراد بها فتنة القبر، وقد صح أنهم يفتنون في قبورهم، وقيل: أراد بفتنة المحيا الابتلاء مع زوال الصبر والرضا بالقدر وترك متابعة طريق الهدى، وبفتنة الممات السؤال في القبر مع الحيرة، كذا في "الفتح"، وقيل: شدة