للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، أَمَا وَاللهِ؛ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فَقَالَ: "حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ".

===

(ثم) بعد فراغي من التشهد (أسأل الله) تعالى (الجنة) أي: دخولها، (وأعوذ به) أي: أتعوذ به تعالى (من) دخول (النار، أما) أي: انتبه واستمع ما أقول لك يا رسول الله: إني (والله؛ ما أحسن) ولا أعرف (دندنتك) -بدالين مفتوحتين ونونين أولاهما ساكنة- أي: كلامك الخفي في الدعاء، أو مسألتك الخفية إذا دعوت الله في تشهدك سرًّا إذا صليت خلفك، (ولا دندنة معاذ) بن جبل؛ أي: كلامه الخفي منَّا في الدعاء إذا صلى بنا.

(فقال) النبي صلى الله عليه وسلم -كما في رواية أبي داوود- للرجل: (حولها) أي: حول مسألة الجنة، أو حول الاستعاذة من النار (ندندن) نحن؛ أي: أنا ومعاذ؛ أي: نتكلم سرًّا، إذا أخفينا وأسررنا كلامنا عمن خلفنا. قال السندي: (ما أحسن دندنتك) أي: مسألتك الخفية، أو كلامك الخفي، والدندنة: أن يتكلم الرجل بكلام يسمع صوته ولا يفهم معناه، وضمير (حولها) للجنة؛ أي: حول تحصيلها، أو للنار؛ أي: حول التعوذ من النار. انتهى منه.

قال الخطابي: الدندنة: قراءة مبهمة غير مفهومة، قوله: "إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ" أي: إني لا أعرف ولا أدري دندنتك ولا دندنة معاذ؛ أي: ما تدعو به أنت يا رسول الله، وما يدعو به معاذ إمامنا، ولا أعرف دعاءك الخفي الذي تدعو به في الصلاة، ولا صوت معاذ، ولا أقدر على نظم ألفاظ المناجاة مثلك ومثل معاذ، وإنما ذكر الرجل الصحابي معاذًا -والله أعلم- لأنه كان من قوم معاذ، أو ممن كان يصلي خلف معاذ، والحاصل: أني أسمع صوتك وصوت معاذ، ولكن لا أفهم معناه.

وقوله: "حولها" ظرف متعلق بما بعده، وهو بالإفراد في نسخ الكتاب، وهكذا في "سنن أبي داوود"، وفي بعض النسخ: "حولهما ندندن" بضمير

<<  <  ج: ص:  >  >>