للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ .. لَمْ يَقْعُدْ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ؛ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ".

===

(قالت) عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم) من صلاته .. (لم يقعد إلا مقدار ما يقول) فيه؛ أي: إلا زمنًا قدر ما يقول فيه الذكر المذكور؛ أي: في بعض الأحيان، وإلا .. فقد ثبت قعوده صلى الله عليه وسلم بعد السلام أزيد من هذا المقدار. انتهى من "التحفة"، قال السندي: والظاهر أن المراد لم يقعد على هيئته، ثم ينصرف عن جهة القبلة، وإلا .. فقد جاء أنه كان يقعد بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس وغير ذلك، فلا دلالة في هذا الحديث على أن المصلي لا يشتغل بالأوراد الواردة بعد الصلاة، بل يشتغل بالسنن والرواتب، ثم يأتي بالأوراد، كما قاله بعض العلماء.

(اللهم؛ أنت السلام) هو من أسماء الله تعالى؛ أي: أنت السليم من المعايب والآفات ومن كل نقص، (ومنك) لا من غيرك يصدر لنا (السلام) أي: السلامة وهذا اسم مصدر بمعنى السلامة؛ أي: أنت الذي تعطي السلامة وتمنعها، قال الشيخ الجزري في "تصحيح المصابيح": وأما ما يزاد بعد قوله: ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، فحينا ربنا بالسلام، وأدخلنا دارك دار السلام .. فلا أصل له، بل هو مختلق بعض القصاص، كذا في "المرقاة".

(تباركت) من البركة؛ وهي الكثرة والنماء؛ أي: تعاظمت وكثرت صفات جلالك وكمالك (يا ذا الجلال) أي: صاحب العظمة الدائمة (و) يا صاحب (الإكرام) والإحسان الفائض العام للبر والفاجر في الدنيا، والخاص بالمؤمن في الآخرة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، رقم (١٣٦)، وأبو داوود في كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>