إلا مولى أم سلمة، قال البوصيري: فإنه لم يسم ولم أر أحدًا ممن صنف في المبهمات ذكره، ولا أدري حاله.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح) أي: إذا فرغ من فريضة الصبح (حين يسلم) منها: (اللهم؛ إني أسألك علمًا نافعًا) بالعمل به، فيكون حجة لي لا علي، (و) أسألك (رزقًا طيبًا) أي: حلالًا، وحمله على المستلذِّ بعيدٌ ها هنا إلا أن يحمل على رزق الآخرة لا رزق الدنيا، (و) أسألك أن ترزقني (عملًا) صالحًا (متقبلًا) بخلوه مما يحبطه من شوائب الرياء والسمعة والمحمدة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شواهد؛ فقد رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" عن محمود بن غيلان عن وكيع عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة، ورواه أحمد بن منيع في "مسنده" عن أبي عوانة عن موسى ابن أبي عائشة عن مولىً لأم سلمة عنها سواءً، ورواه أبو داوود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شيبة في "مسنديهما" عن شعبة به، ورواه الحميدي في "مسنده" عن موسى بن أبي عائشة، ورواه عبد بن حميد في "مسنده" عن عبد الملك بن عمرو، وعن شعبة به، وله شاهد من حديث ثوبان، ورواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه.
فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عائشة بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهم، فقال: