للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ .. إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ: يُسَبِّحُ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةِ عَشْرًا،

===

ابن سعد بن سهم السهمي أبي محمد المدني رضي الله تعالى عنه من السابقين المكثرين، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح بالطائف على الراجح. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(قال) عبد الله: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خصلتان) -بفتح الخاء وسكون الصاد- أي: خلتان من خلال الخير، وخصلتان من خصال الدين (لا يحصيهما) أي: لا يحافظهما ولا يواظب عليهما (رجل مسلم) أي: عبد مؤمن .. (إلا دخل الجنة) مع الناجين، وهو استثناء مفرغ. انتهى من "التحفة"؛ (وهما) أي: هاتان الخلتان (يسير) خبر لهما، وأخبر عن المثنى بالمفرد؛ لأن فعيلًا يصح الإخبار به عن المفرد والمثنى والجمع، كما في قوله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} (١) أي: كل واحدة منهما سهل خفيف؛ لعدم صعوبة العمل بهما على من يسره الله عليه، (و) لكن (من يعمل بهما) على سبيل المواظبة والمداومة، والموصول مبتد أخبره (قليل) أي: نادر لعزة التوفيق.

إحداهما؛ أي: إحدى الخصلتين: أن (يسبح) الرجل المسلم (الله) أي: معبوده؛ أي: أن ينزهه من كل النقائص؛ بأن يقول: سبحان الله، سبحان الله، وهذا بيان لإحدى الخصلتين، وضمير الفاعل يعود على الرجل المسلم، كما بيناه في حلنا؛ أي: إحداهما أن ينزهه من كل النقائص بصيغته (في دبر) بضمتين؛ أي: عقب (كل صلاة) مكتوبة، كما في رواية أحمد (عشرًا)


(١) سورة التحريم: (٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>