وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو ذر: (قيل للنبي صلى الله عليه وسلم) والقائل هو نفس أبي ذر، (وربما قال سفيان) بن عيينة؛ أي: أحيانًا يقول سفيان: قال أبو ذر: (قلت: يا رسول الله؛ ذهب) أي: سبق (أهل الأموال) الكثيرة والمواشي الوفيرة (و) أهل (الدثور) والنقود الكثيرة؛ أي: سبقوا غيرهم بالدرجات عند ربهم (بالأجر) أي: بأجر صدقاتهم وثوابها، وليس لنا مال ندركهم بصدقتها؛ هم (يقولون (الأذ كار (كما نقولـ) ـها، (وينفقون) أي: يصرفون فضائل أموالهم في سبيل الله، (ولا ننفق) نحن معاشر الفقراء الأموال؛ لعدم المال لنا ننفقه كما ينفقون فبأيِّ عمل ندركهم.
قال أبو ذر: فـ (قال لي) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا) أي: انتبه واستمع لما أقول لكم (أخبركم) معاشر الفقراء (بأمر) من أمور الخير وفضائل الأعمال (إذا فعلتموه) أي: إذا فعلتم يا معشر الفقراء ذلك الأمر .. (أدركتم) أي: لحقتم (من) سبق (قبلكم) في المنازل والدرجات، قوله:(وفتم) بضم الفاء والتاء المشدودة ماض مسند إلى تاء المخاطبين، من الفوت؛ أي: سبقتم (من) تأخر (بعدكم؟ ) أي: لا يدرككم من سبقتم عليه بالفضل؛ وذلك الأمر أنكم (تحمدون الله في دبر كل صلاة) مكتوبة؛ أي: عقب الفراغ والسلام منها بلفظ الحمد لله، (وتسبحونه) تعالى بلفظ سبحان الله، (وتكبرونه) بلفظ الله أكبر؛ أي: تحمدونه (ثلاثًا وثلاثين،