للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "مِثْلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ تَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَضُرُّهُ مَنْ مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ".

===

الدواب (تمر) وتمشي (بين أيدينا) أي: قدامنا (فذكر ذلك) الذي وقع لنا من مرور الدواب قدامنا ونحن نصلي (لرسول الله صلى الله عليه وسلم) على سبيل الشكوى منه هل يبطل صلاتنا أم لا؟ (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب من سأله عن مرور الدواب (مثل) اسم لكان المحذوفة؛ تقديره: إذا كانت سترة مثل (مؤخرة الرحل) في الارتفاع.

وقوله: (تكون) زائدة دالة على كان المحذوفة، وقوله: (بين يدي أحدكم) خبر لكان المحذوفة، وجملة قوله: (فلا يضره) جواب إذا المقدرة؛ والتقدير: إذا كانت سترة قدر مؤخرة الرحل في الارتفاع وهي ثلثا ذراع بين يدي أحدكم؛ أي: قدامه على قدر ثلاثة أذرع من مقامه .. فلا يضر أحدكم (من مر بين يديه) إنسانًا كان أو دابة؛ أي: لا يقطع صلاته ولا نقص ثوابها، وفي الحديث حذف وزيادة وتقدير، فليتأمل.

قال السندي: مؤخرة الرحل الخشبة التي يستند إليها الراكب بظهره بعيرًا كان المركوب أو فرسًا أو بغلًا أو حمارًا، وسواء كان المركب سرجًا أو قتبًا أو إكافًا، والدواب جمع دابة؛ وهي كلّ ما يدب على الأرض مما له قوائم.

ولفظ مسلم: (قال) طلحة: (كنا نصلي) في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم (والدواب تمر بين أيدينا) أي: قدامنا (فذكرنا ذلك) أي: مرور الدواب قدامنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مثل مؤخرة الرحل تكون بين يدي أحدكم) وهو خبر بمعنى الأمر (ثم لا يضره ما مر بين يديه) من الدواب؛ أي: لا ينقص أجرها بنقصان خشوعه، (وقال ابن نمير) في روايته: (لا يضره من مر بين يديه) بمن التي للعاقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>