أن يرفع (الإمام) رأسه منهما (أن يحول الله) تعالى ويبدل (رأسه رأس حمار) عقوبة له على تلك الفعلة التي ارتكبها، قال السندي: أي: ألا يخشى فاعل ذلك الفعل أن تلحقه هذه العقوبة، فحقه أن يخشى هذه العقوبة، ولا يحسن منه ترك الخشية، ولإفادة هذا المعنى أدخل حرف الاستفهام الإنكاري على عدم الخشية، أو ليس فيه دلالة على أن من يفعل ذلك تلحق به هذه العقوبة. انتهى منه.
قال القرطبي: ومقصود هذا الحديث الوعيد بمسخ الصورة الظاهرة على مسابقة الإمام بالرفع، وتحميق منه صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك؛ فإن صلاته لما كانت مرتبطة بصلاة إمامه .. لا ينفعه استعجاله، وهذا يدلُّ على أن الرفع من الركوع أو السجود مقصود لنفسه، وأنه ركن مستقل كالركوع والسجود. انتهى من "الكوكب".
وقال السنوسي: وجه تخصيص التشبيه بالحمار؛ لأنه يضرب به المثل في البلادة، ولما كان ذلك الفعل لا يقع إلَّا من بليد .. خوفه بأن تقلب صورته حسًا إلى سورة حمار؛ كما انقلب إليها معنىً. انتهى منه.
وفي رواية البخاري: "ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام .. أن يجعل الله رأسه رأس حمار"، وعبارة"الفتح": أي: إذا رفع رأسه من السجود، فهو نص في السجود لحديث حفص بن عمر عن شعبة المروي في "أبي داوود": "الذي يرفع رأسه والإمام ساجد"، ويلتحق به الركوع؛ لكونه في معناه، ونص على السجود المنطوق به لمزيد مزية فيه؛ لأن المصلي أقرب ما يكون فيه من ربه وهو ساجد، ولأنه غاية الخضوع المطلوب، كذا قرره في "الفتح"، وتعقبه صاحب "العمدة" بأنه لا تخصص رواية البخاري برواية أبي داوود؛ لأن الحكم