والحاصل: أن الجزء الذي فاتكم بسبب المتقدم مني في أداء الركوع أو السجود .. تدركون ذلك الجزء من الركوع والسجود بتأخركم عني في الرفع. انتهى من "البذل".
وقوله:"إني قد بدنت" تعليل لإدراك ذلك القدر بأنه قدر يسير بواسطة أنه قد بدن، فلا تسبقوا إلَّا بقدر يسير. انتهى "سندي"، قال أبو عبيد: روي بدنت بالتخفيف، وأنكره ابن دريد. انتهى "ابن رسلان"، وإنما هو بالتشديد؛ أي: كبرت، والتخفيف من البدانة؛ وهي كثرة اللحم، ولم يكن من صفته صلى الله عليه وسلم، قال الطيبي: روي بالتشديد والتخفيف مفتوحة ومضمومة، والعلماء اختاروا الأول؛ إذ السمن ليس من وصفه صلى الله عليه وسلم، لكن حديث عائشة لما أسن وأخذه اللحم .. يصحح الوجهين. انتهى "ابن رسلان"، ولعل هذا القول إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم يريد أنه لا أسارع ولا أبادر؛ لأني قد كبرت وضعفت وأنتم أقوياء، لعلكم تسبقوني، فلا تفعلوا هذه المسابقة واتبعوني. انتهى من "البذل".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة عن أصحاب الأمهات، لكن شاركه أبو داوود في الجملة الأولى منها؛ يعني به: ما يتعلق بالركوع؛ وهو مهما الأول، ذكره في كتاب الصلاة في باب ما يؤمر من اتباع الإمام، برقم (٩١٦) عن مسدد عن يحيى بن سعيد بإسناده مقتصرًا على قصة الركوع، ورواه الدارمي في "مسنده" في كتاب الصلاة، وقال العراقي: ورجاله رجال "الصحيح"، عن أبي داوود الطيالسي عن الليث بن سعد عن محمد بن عجلان به، ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" من طرق، وابن حبان في "صحيحه"، والحميدي في "مسنده"، وأحمد في "مسنده".