يا عقبة (أحقنا) أي: أحق منا معاشر الحاضرين (بذلك) أي: بالإمامة لنا فيها؛ (أنت) أي: وذلك لأنك (صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم) ولك فضل علينا، (فأبى) عقبة وامتنع أن يصلي بنا، (فقال) عقبة اعتذارًا عن إبائه وامتناعه عن الإمامة: (إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أمّ الناس) أي: من صار إمامًا للناس في الصلاة (فأصاب) أي: ففعل الصواب فيها بأدائها بشروطها وفرائضها وآدابها. . (فالصلاة) أي: فصلاة الجماعة مكتوبة (له و) مكتوبة الهم، ومن انتقص) أي: والإمام الذي نقص (من) صلاته (ذلك) المذكور من الآداب والسنن (شيئًا) من النقص ولو قليلًا. . (فـ) محسوب ذلك النقص (عليه) أي: على الإمام، وفي "العون": فعليه الوزر، (ولا) يحسب ذلك النقص (عليهم) أي: على المأمومين، فصلاتهم كاملة الأجر والثواب، قال المنذري: وأخرج هذا الحديث مسلم وابن ماجه، وفي إسناده عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي المدني كنيته أبو حرملة، وقد ضعفه غير واحد، وأخرج له مسلم، وأخرج له البخاري في "صحيحه" من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يصلون لكم، فإن أصابوا. . فلكم ولهم، وإن أخطؤوا. . فلكم وعليهم". انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب في جماع الإمامة وفضلها (٥٨٠)، والحاكم في كتاب الصلاة، وقال: هذا حديث حسن صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وله شاهد في "البخاري" من حديث أبي هريرة، كما مر آنفًا.