للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. . أَكْثَرَ تَقَلُّبَ وَجْهِهِ فِي السَّمَاءِ، وَعَلِمَ اللهُ مِنْ قَلْبِ نَبيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَهْوَى الْكَعْبَةَ، فَصَعِدَ جِبْرِيلُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

===

بين الجمهور، قال الحافظ ابن حجر: كان قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة في شهر ربيع الأول بلا خلاف، وكان التحويل في نصف شهر رجب من السنة الثانية على الصحيح، وبه جزم الجمهور.

وبالجملة: فهذه الرواية شاذة مخالفة للروايات المشهورة في حديث البراء، فليس فيها؛ أي: في الرواية المشهورة الجملة الثانية أصلًا؛ يعني: قوله: (وصرفت إلى الكعبة بعد دخوله إلى المدينة بشهرين)، والجملة الأولى جاءت في بعضها على الشك بين ستة أشهر أو سبعة أشهر، وفي بعضها بالجزم بستة أشهر، وفي بعضها بالجزم بسبعة عشر، وقد حكم الحافظ ابن حجر على رواية ابن ماجه أنها شاذة في الجملة الأولى؛ يعني: (ثمانية عشر شهرًا)، وقال: هي من طريق أبي بكر بن عياش، وأبو بكر سيئ الحفظ، وقد اضطرب فيه، ثم بين الاضطراب.

(وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم) دائمًا (إذا صلى) متوجهًا (إلى بيت المقدس أكثر. . تقلب وجهه) أي: تحول وجهه إلى السماء وتردد نظره (في السماء) طالبًا قبلة غير التي يصلي إليها؛ (وعلم الله) سبحانه (من قلب نبيه صلى الله عليه وسلم أنه يهوى) من باب رضي وزنًا ومعنىً؛ أي: يهوى ويحب (الكعبة) أي: الاستقبال إليها؛ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يترجى من ربه أن يحوله إلى الكعبة؛ لأنها قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام، وأدعى للعرب إلى الإيمان؛ لأنها مفخرة لهم، ولمخالفة اليهود، فكان ينتظر نزول جبريل بالوحي بالتحويل، وذلك يدل على كمال أدبه حيث انتظر ولم يسأل.

(فصعد جبريل) من عنده إلى السماء، (فجعل رسول الله صلى الله عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>