أي: وقع في نفسي شيء وشبهة من نفي هذا القدر الذي يجب الإيمان به
حتى (خشيت) وخفت (أن يفسد عليَّ) ذلك الشيء الواقع في قلبي (ديني) أي: عقيدتي الباطنة (وأمري) أي: أمر ديني الظاهر؛ لأنه إذا فسدت العقيدة .. فَسَدَت الأعمالُ الظاهرةُ، (فأتيتُ أُبيَّ بنَ كعب) بن قيس الأنصاريَّ الخزرجيَّ أبا المنذر المدنيَّ الفراءَ رضي الله تعالى عنه، له مئة وستة وأربعون حديثًا، مات سنة اثنتين وثلاثين (٣٢ هـ)، وقيل سنة تسع عشرة، وقيل غير ذلك، وقال بعضهم: صلى عليه عثمان، وكان نحيفًا أبيض الرأس واللحية لا يخضب. يروي عنه:(ع).
(فقلت) لأبي بن كعب: يا (أبا المنذر؛ إنه) أي: إن الشان والحال (قد وقع في نفسي شيء من) نفي (هذا القدر) الذي يجب الإيمان به، (فخشيت على) فساد (ديني) وعقيدتي (و) فساد (أمري) وعملي، (فحدثني) أي: أخبرني يا أبا المنذر (من ذلك بشيء) أي: مما يتعلق بمسألة القدر ثبوتًا؛ أي: أخبرني بشيء من الأدلة يدلُّ على ثبوت القدر، (لعل الله) سبحانه وتعاليّ، أي: عسى الله (أن ينفعني به) أي: بما تحدثني في ديني وأمري بإزالة الشبهة عن قلبي ودخول (أن) في خبر لعل للتشبيه، وفي رواية أبي داوود:(لعل الله أن يذهبه) أي: يزيل من قلبي.
(فقال) أبي بن كعب: (لو أن الله) سبحانه وتعالى (عذب أهل سماواته) من الملائكة (وأهل أرضه) من الجن والإنس .. (لـ) كان (عذبهم) بعدله،