(وهو) أي: والحال أنه (غير ظالم لهم) بتعذيبه إياهم؛ لأنه متصرف في ملكه، (ولو رحمهم) أي: جميعًا من المؤمنين والكفار .. (لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم)، قال الطيبي: هذا إرشاد عظيم وبيان شاف لإزالة ما طلب منه؛ لأنه هدم به قاعدة القول بالحسن والقبيح عقلًا، وبين أنه مالك الملك، فله أن يتصرف في ملكه كيف شاء، ولا يتصور في تصرفه ظلم؛ لأنه تصرف في ملك الغير، ولا ملك لغيره أصلًا، ثم بين بقوله:(ولو رحمهم ... ) إلى آخره: أن النجاة من العذاب برحمته لا بالأعمال، فالرحمة خير منها. انتهى منه.
(ولو كان لك مثل جبل أحد ذهبًا أو) قال أبي - والشك من ابن الديلمي -: ولو كان لك (مثل جبل أحد) مالًا بلا ذكر ذهبًا (تنفقه) أي: تصرفه ذلك المثل في سبيل الله) أي: في طاعة الله؛ يعني: سبيل الخير من الفقراء والمساكين مثلًا، والجملة الفعلية صفة للمثل .. (ما قبل منك) بالبناء للمفعول؛ أي: ما قبل الله منك ذلك المثل الذي أنفقته في سبيل الله (حتى تؤمن بالقدر) أي: بتقدير الله للكائنات أزلًا لا يتم إيمانك إلَّا بالإيمان به، فإذا لَمْ يتم إيمانك .. فلا يقبل منك جميع عملك ماليًا كان أوغيره.
قال السندي: وهذا يشير إلى أنه لا قبول للمبتدع عند الله تعالى، أو هو مبني على القول بكفر منكره. انتهى.
وفي رواية أبي داوود:(ولو أنفقت مثل أحد ذهبًا في سبيل الله تعالى .. ما قبل الله منك حتى تؤمن بالقدر).