للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ .. لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ .. لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وإنَّكَ إِنْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ، وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ أَخِي عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَتَسْأَلَهُ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَسَأَلْتُهُ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَا قَالَ أُبَيٌّ وَقَالَ لِي:

===

(فتعلم أن ما أصابك) أي: أن ما قدر أزلًا إصابته إياك .. (لَمْ يكن) ذلك المقدر عليك (ليخطئك) ويجاوزك ويعدوك فيما لا يزال لا محالة، واللام في (ليخطئك) لام الجحود مكسورة؛ لوقوعها بعد (يكن) المنفي بلم؛ كما قال بعضهم في ضابطها:

وكل لام قبلها ما كانا ... أو لم يكن فللجحود بانا

(وما أخطأك) معطوف على اسم أنَّ؛ أي: وحتى تعلم أن ما قُدِّر خطؤه إياك أزلًا ومجاوزته لك .. (لَمْ يكن ليصيبك) في الدنيا؛ أي: ليحصل لك أو عليك خيرًا كان أو شرًّا، (وإنك) - بكسر الهمزة على الاستئناف وبفتحها عطفًا على أنَّ الأولى - أي: وإنك (إن مت على غير هذا) الاعتقاد الذي هو الإيمان بالقدر .. (دخلت النار) دخولًا مؤبدًا؛ لعدم كمال إيمانك وحصوله، ورواية أبي داوود: (ولو مت على غير هذا .. لدخلت النار).

و(لا) في قوله: (وَلَا عليك) زائدة لتأكيد الكلام، أو داخلة على محذوف؛ أي: ولا تمهل، وعليك اسم فعل أمر بمعنى الزم، أو خبر مقدم للمصدر المنسبك من قوله: (أن تأتي أخي عبد الله بن مسعود) أي: وعليك الإتيانُ بأخي عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه (فتسأله) أي: فسؤاله عن هذه المسألة، ولا تهمل الإتيان إليه فتسأله، بالنصب معطوف على (تأتي).

قال ابن الديلمي: (فأتيت عبد الله بن مسعود، فسألته) عن القدر، (فذكر) لي عبد الله (مثل ما قال) لي (أبيٌّ) في جواب سؤالي، (وقال لي) عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>