أيضًا:(وَلَا عليك) أي: وعليك (أن تأتي حذيفة) بن اليمان رضي الله تعالى عنه (فأتيت حذيفة) بن اليمان، (فسألته) أي: فسألت حذيفة عن ذلك، (فقال) لي حذيفة في الجواب (مثل ما قالا) أي: مثل ما قال أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود، ثم أمرني حذيفة بزيد بن ثابت، (فقال) لي حذيفة: (ائت زيد بن ثابت) أي: اذهب إلى زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه (فاسأله) أي: فاسأل زيد بن ثابت عن حكم هذا القدر، وقوله كما عند البيهقي في "الاعتقاد": (فسله) لغة في: فاسأله؛ كمره وأْمره، كما هو مبيَّنٌ في محله.
قال ابن الديلمي:(فأتيت زيد بن ثابت) بن الضحاك بن زيد بن لوذان -بالمعجمة- ابن عمرو الأنصاري النجاري المدني أحد نجباء الأنصار، شهد بيعة الرضوان، كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، له اثنان وتسعون حديثًا، مات سنة خمس وأربعين (٤٥ هـ)، وقيل: سنة ثمان، وقيل بعد الخمسين. يروي عنه:(ع).
(فسألته) أي: فسألت زيدًا عن القدر.
وهذا السند من سداسياته؛ رجاله ثلاثة منهم كوفيون، واثنان شاميان، وواحد مدني، وحكمه: الصحة.
(فقال) لي زيد في جواب سؤالي: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أن الله) سبحانه وتعالى (عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه .. لعذَّبهم) أي: لكان عذَّبهم (وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم .. لكانت رحمته خيرًا