للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ خَطِيبًا، أَوْ خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ شَجَرَتَيْنِ لَا أُرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ؛ هَذَا الثُّومُ وَهَذَا الْبَصَلُ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَرَى الرَّجُلَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوجَدُ رِيحُهُ مِنْهُ فَيُؤْخَذُ بِيَدِهِ حَتَّى يُخْرَجَ إِلَى الْبَقِيعِ،

===

(أن عمر بن الخطاب) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قام) على المنبر (يوم الجمعة خطيبًا) أي: واعظًا للناس (أو) قال معدان أو من دونه؛ شك من سالم: (خطب) عمر (يوم الجمعة، فحمد الله) أي: وصفه تعالى بكمالاته، (وأثنى) عمر (عليه) تعالى، أي: نزهه عن جميع النقائص، (ثم قال) عمر: (يا أيها الناس؛ إنكم تأكلون شجرتين) أي: بقلتين (لا أراهما) أي: لا أرى ولا أظن تلك الشجرتين (إلا خبيثتين) أي: منتنتين؛ هما (هذا الثوم وهذا البصل) اللتان تنتفعون بهما في الإدام وفي الزكام.

قال عمر: (و) الله الذي لا إله غيره؛ (لقد كنت أرى) وأبصر (الرجل) من المسلمين (على عهد) وزمان (رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد ريحه) أي: ريح واحد من هاتين الشجرتين (منه) أي: من ذلك الرجل في المسجد (فيؤخذ بيده) الباء زائدة؛ أي: تؤخذ يده (حتى يخرج) به من المسجد ويمشي به (إلى البقيع) أي: إلى جهة البقيع؛ لئلا يؤذي الناس برائحتها، والبقيع مقبرة أهل المدينة شرقي المسجد النبوي.

وقوله: (حتى يخرج به) على صيغة المجهول؛ أي: تأديبًا له على ما فعل من الدخول في المسجد مع هذه الرائحة الكريهة، ولعل في الإخراج إلى البقيع

<<  <  ج: ص:  >  >>