(عن علي بن أبي طالب) الهاشمي ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وختنه على فاطمة رضي الله تعالى عنهما، أبي الحسن المدني.
وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم كوفيون إلَّا علي بن أبي طالب؛ فإنه مدني، وأن فيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض؛ الأعمش عن سعيد عن أبي عبد الرَّحمن، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) على: (كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم) أي: حوله في بقيع الغرقد عند نجنازة، (وبيده عود) أي: مخصرة، كما في رواية البخاري - بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وبالصاد المهملة - قال في "القاموس": ما يتوكأ عليه كالعصا ونحوه، وما يأخذه الملك يشير به إذا خاطب، والخطيب إذا خطب، وسميت بذلك؛ لأنَّها تحمل تحت الخصر غالبًا للاتكاء عليها، (فنكت) به؛ أي: ضرب به في الأرض) ضربًا أثر فيها، ورواية البخاري:(فنكس) أي: خفض رأسه وطأطأ به إلى الأرض على هيئة المهموم المتفكر، (فجعل ينكت) أي: يضرب في الأرض (بمخصرته).
(ثم رفع رأسه) بعدما طأطأه، (فقال: ما منكم) أيها الناس (من أحد إلَّا وقد كتب) بالبناء للمفعول؛ أي: إلَّا وقد كتب الله سبحانه (مقعده) أي: منزلته (من الجَنَّة) إن كان من أهل الجَنَّة، (ومقعده) الواو بمعنى (أو) التنويعية أو على بابها (من النار) إن كان من أهلها، (قيل) له: (يا رسول الله)، وفي رواية البخاري هنا:(فقال رجل) هو علي بن أبي طالب، كما صرح به البخاري في التفسير، لكن بلفظ:(قلنا)، أو هو سراقة بن مالك بن جعشم، كما