للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: "لَا، اعْمَلُوا وَلَا تَتَّكِلُوا؛ فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ"، ثُمَّ قَرَأَ:

===

في "مسلم"، أو هو عمر بن الخطاب، كما في "الترمذي"، أو هو أبو بكر الصديق، كما عند أحمد والبزار والطبراني، أو هو رجل من الأنصار.

وجمع بين هذه الروايات بتعدد السائلين عن ذلك، ففي حديث عبد الله بن عمر: فقال أصحابه: يا رسول الله؛ (أفلا نتكل؟ ) ونعتمد على ما كتب لنا، ونترك العمل، والهمزة في قوله: (أفلا) داخلة على محذوف؛ تقديره: أي: إذا كان الأمر كذلك .. فلا نعمل شيئًا، ونتكل؛ أي: نعتمد على ما كُتب وقدر لنا أزلًا، (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا) تتركوا العمل، ولا تتكلوا على ذلك، بل (اعملوا) ما أمرتم به، (وَلَا تتكلوا) أي: لا تعتمدوا على ذلك؛ (فكل) منكم (ميسر) أي: موفق (لما خلق له) أي: لعمل ما خلق له من عمل أهل الجَنَّة إن كان من أهلها، أو من أهل النار إن كان من أهلها.

قال السندي: مرادهم أن العمل لا يرد القضاء والقدر السابق، فلا فائدة فيه، فنبَّه على الجواب عنه بأن الله تعالى دبر الأشياء على ما أراد، ورتبها بعضها على بعض، وجعلها أسبابًا ومسببات، ومن قدَّره من أهل الجَنَّة .. قدر له ما يقرّبه إليها من الأعمال، ووفقه لذلك بإقداره عليه، ويُمكِّنه منه ويُحرِّضُهُ عليه بالترغيب والترهيب، ومن قدر له أنه من أهل النار .. قدر له خلاف ذلك، وخذله حتى اتبع هواه، وترك أمر مولاه.

والحاصل: أنه جعل الأعمال طريقًا إلى نيل ما قدَّره من جنة أو نار، فلا بد من المشي في الطريق، وبواسطة التقدير السابق يتيسر ذلك المشي لكل في طريقه ويسهل عليه.

(ثم قرأ) هذه الآية استشهادًا على أنَّ التيسير منه تعالى؛ يعني: قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>