للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ".

===

منك فهذا أوانك، والأصل هنا ضمير المتكلم، وأتى بدله بضمير الغائب صونًا لنفسه عن إضافة السوء إليها؛ لأنه مما يُستهجن عند البلغاء، ونداء غير العاقل يكون للتعجب، ونُصب على أنه منادىً، وضمير الغيبة بدل من ياء المتكلم في محل الجر مضاف إليه، وعبارة النووي: وقوله: (يا ويله) هو من آداب الكلام؛ وهو أنه إذا عرض في الحكاية عن الغير ما فيه سوء، واقتضت الحكاية رجوع الضمير إلى المتكلم .. صرف الحاكي الضمير عن نفسه تصاونًا عن صورة إضافة السوء إلى نفسه. انتهى.

وفي رواية: (يا ويلتاه) والألف فيها للندبة، والهاء للسكت، وهذا في رواية أبي بكر بن أبي شيبة، وفي رواية أبي كريب فهو: (يا ويلي) بكسر اللام على الأصل في كسر ما قبل ياء المتكلم للمناسبة؛ مثل يا أبي ويا أمي، وبفتحها بقلب الياء ألفًا للتخفيف بعد قلب الكسرة فتحة؛ ليسهل القلب وهذه الألف ضمير المتكلم في محل الجر مضاف إليه مبني، وبهذه الألف ألغز بعضهم، فقال: ما ألف وقعت ضمير متكلم وهي في محل جر، وقد بسطنا الكلام على هذا اللغز والجواب عنه في رسالتنا "هدية أولي العلم والإنصاف في إعراب المنادى المضاف"، فراجعها إن أردت إتقان ما في المقام.

(أُمر ابن آدم) أي: أمره ربه (بالسجود) للتلاوة أمر ندب عند قراءة آية السجدة، (فـ) أجاب أمر ربه، و (سجد) السجود الذي هو من شعب الإيمان، (فله الجنة) دار الكرامة جزاءً له على طاعته وسجوده، (وأُمرت) أنا؛ أي: أمرني ربي (بالسجود) أي: سجود انحناء تحية لادم، أو بالسجود الشرعي لله تعالى وآدم قبلة كالكعبة، (فأبيت) السجود؛ أي: امتنعت من إجابة أمر ربي بالسجود وعاندته وكفرت به واستكبرت عن السجود لآدم، (فلي النار) دار

<<  <  ج: ص:  >  >>