(ثم) بعد قراءتك (اركع) أي: احن ظهرك (حتى تطمئن) وتستقر أعضاؤك في مكانها حالة كونك (راكعًا) أي: قاصدًا الركوع بانحنائك، وقال مثله في السجود، قال المازري: يُحتج به للقول بوجوب الطمأنينة، وحجة الآخر قوله:(اركعوا واسجدوا)، فلم يوجب زائدًا على مسمى أحدهما، (ثم ارفع) رأسك من الركوع (حتى تطمئن) وتستقر أعضاؤك في مكانها، حالة كونك (قائمًا) أي: معتدلًا مستويًا، وفي رواية مسلم: "حتى تعتدل قائمًا" والاعتدال كمال انتصاب الظهر.
(ثم اسجد حتى تطمئن) حالة كونك (ساجدًا) بالأعضاء السبعة، (ثم ارفع رأسك) من السجود (حتى تستوي) وتعتدل (قاعدًا) أي: جالسًا، وفيه دليل على وجوب الاعتدال والجلوس بين السجدتين والطمأنينة في الركوع والسجود، فهو حجة على أبي حنيفة القائل بعدم وجوبها، وليس عنه جواب صحيح، قال القاضي: لم يُختلف في وجوب الفصل بين السجدتين، وإلا .. كانت سجدة واحدة، وإنما اختلف في الطمأنينة فيه، ومن المعلوم أنه لا يطمئن جالسًا حتى يرفع يديه من الأرض، ففيه حجة لأحد القولين اللذين حكاهما سحنون فيمن لم يرفع يديه من الأرض في الجلوس. انتهى "أبي".
(ثم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل: (افعل ذلك) المذكور من التكبير وقراءة ما تيسر وهو الفاتحة، أو ما تيسر من غيرها بعد قراءتها والركوع والاعتدال والسجود والجلوس، وفيه دلالة على وجوب القراءة في كل ركعة وهو المشهور (في) ركعات (صلاتك كلها) فرضًا ونفلًا، وإنما