عليهما؛ أي: على راحتيه في حالة ركوعه؛ أي: ثم يركع حالة كونه (لا يصب) ويخفض ولا ينزل (رأسه) وعنقه حتى يخرج عن سمت ظهره مأخوذ من صب الماء؛ أي: لا يحط رأسه حطًا بليغًا حتى ينزل عن سمت الظهر، (ولا يقنع) رأسه أي لا يرفعها حتى تخرج عن سمت الظهر، من أقنع رأسه إذا رفعها؛ أي: لا يرفع رأسه حتى يكون أعلى من ظهره، ولم يخفضه حتى تخرج عن سمت الظهر، بل يكون (معتدلًا) برأسه بلا رفع ولا خفض لها، بأن سوى رأسه وظهره حتى صارا كالصفحة الواحدة.
(ثم) بعدما انحنى للركوع على الصفة المذكورة يرفع رأسه من الركوع، حالة كونه معتدلًا أي: مستقيمًا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه، كما في رواية الترمذي:(ثم) في حالة اعتداله وارتفاعه من الركوع (يقول: سمع الله لمن حمده) أي: تقبل الله حمد من حمده، (ويرفع يديه) في اعتداله (حتى يحاذي) ويسامت ويقابل (بهما) أي: بيديه (منكبيه) ويطمئن في اعتداله (حتى يقر) ويرجع (كل عظم إلى موضعه، ثم) بعد اطمئنانه في الاعتدال (يهوي) -بكسر الواو من باب رمى- أي: يهبط وينزل من الاعتدال ويخر (إلى الأرض) للسجود والهوي السقوط من علو إلى سُفل، (ويجافي) أي: يباعد في السجود (بين يديه)، ولفظة (بين) زائدة؛ أي: يباعد يديه؛ أي: عضديه (عن جنبيه) ويصح جعل بين أصلية، وعن زائدة؛ أي: يباعد بين يديه وجنبيه، والمراد باليدين: العضدان؛ أي: يباعد عضديه عن إبطيه.
(ثم) بعدما اطمئن في السجود (يرفع رأسه) من السجود الأول، (ويثني) من باب رمى؛ أي: يعطف (رجله اليسرى) أي: يفترش قدمه اليسرى،