للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَهُ وَانْصَرَفَ قَالَ: فَالْتَفَتَ فَرَأَى أُنَاسًا يُصَلُّونَ فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: يُسَبِّحُونَ، قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا .. لَأَتْمَمْتُ صَلَاتِي، يَا بْنَ أَخِي؛ إِنِّي صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ فِي السَّفَرِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ، ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ

==

ابن عمر إمامًا (لنا الظهر ركعتين) وفيها تعيين الصلاة، (ثم انصرفنا) أي: فرغنا من الصلاة (معه، وانصرف) ابن عمر إلى منزله، (قال) حفص بن عاصم: (فالتفت) ابن عمر (فرأى أناسًا يصلون) الراتبة، (فقال) لنا ابن عمر (ما يصنع هؤلاء) الذين تخلفوا عنا في مصلانا؟ قال حفص بن عاصم: (قلت) لابن عمر: لعلهم (يسبّحون) أي: يصلون النافلة؛ أي: يصلون الرواتب قبل الظهر وبعدها.

(قال) ابن عمر: (لو كنت) أنا (مسبّحًا) أي: مصليًا النوافل؛ أي: مريدًا صلاة النوافل ... (لأتممت صلاتي) أي: لأتممت فريضتي؛ أي: لاخترت إتمام فريضتي بدل النافلة؛ يعني: أنه لو كان مخيرًا بين الإتمام وصلاة النافلة .. لكان الإتمام أحب إليه؛ لأنه فهم من القصر التخفيف، فلذلك كان لا يصلي الراتبة ولا يتم، بل السنة القصر وترك النافلة، ومراده بالنافلة الراتبة مع الفرائض كسنة الظهر والعصر والعشاء.

ثم قال ابن عمر لحفص: (يا بن أخي) يعني: عاصم بن عمر؛ (إني صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم) في السفر، (فلم يزد على ركعتين) من الصلاة المقصورة (في السفر حتى قبضه الله) تعالى؛ أي: توفاه الله وقبض روحه الشريفة، (ثم) بعد صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (صحبت أبا بكر) الصديق رضي الله عنه في خلافته، (فلم يزد) أبو بكر (على ركعتين) من الصلاة المقصورة؛ أي: لا يزيد عليهما راتبة، (ثم) بعدما قُبض أبو بكر

<<  <  ج: ص:  >  >>