امرأته قبل الخروج إلى الصلاة؛ لأنه أغض للبصر في الطريق، مأخوذ من غسل امرأته - بالتشديد والتخفيف - إذا جامعها، (واغتسل) بنفسه للجمعة، (وبكر) المشهور التشديد ويجوز تخفيفه، والمعنى: أي أتى الصلاة أول وقتها، وكل من أسرع إلى شيء .. فقد بكّر إليه، (وابتكر) أي: أدرك أول الخطبة، وأول كل شيء باكورته، ويقال: ابتكر إذا أكل باكورة الفواكه، وقيل: هما بمعنىً، وكرره للتأكيد.
(ومشى) برجله، وقوله:(ولم يركب) تأكيد لما قبله، ودفع لما يتوهم من حمل المشي على مجرد الذهاب ولو راكبًا، أو حمله على تحقيق المشي ولو في بعض الطرق، (ودنا) أي: قرب (من الإمام، فاستمع) الخطبة وأصغى إليها، وفيه أنه لا بد من الأمرين جميعًا، فلو استمع وهو بعيد، أو قرب ولم يستمع .. لم يحصل له هذا الأجر، (ولم يلغ) أي: لم يتكلم؛ فإن الكلام حال الخطبة لغو، أو المعنى استمع الخطبة ولم يشتغل بغيرها.
(كان له بكل خطوة) -بفتح الخاء وضمها-: بعد ما بين القدمين؛ أي: ذهابًا وإيابًا، أو ذهابًا فقط، أو بكل خطوة من خطوات ذلك اليوم وإتمام العمر (عمل سنة) كاملة، وقوله:(أجر صيامها وقيامها) أي: صلاتها بدل من عمل سنة، والظاهر أن المراد: أنه يحصل له أجر من استوعب السنة بالصيام والقيام لو كان، ولا يتوقف ذلك على أن يتحقق الاستيعاب من أحد، ثم الظاهر أن المراد في هذا وأمثاله ثبوت أصل أجر الأعمال لا مع المضاعفات المعلومة بالنصوص، ويحتمل أن يكون مع المضاعفات. انتهى من "السندي".