الديك، (و) ذكر (البيضة) أي: بيضة الدجاجة، فقال: ثم الذي يليه كمُهدي دجاجة، ثم الذي يليه كمُهدي بيضة.
قوله:"كالمهدي بدنة" قال الطيبي: في لفظ الإهداء إدماج بمعنى التعظيم للجمعة، وأن المبادر إليها كمن ساق الهدي إلى الكعبة، والمراد بالبدنة البعير ذكرًا كان أو أنثى، والهاء فيها للوحدة لا للتأنيث، وقال الأزهري في "شرح ألفاظ المختصر": البدنة لا تكون إلا من الإبل، وصح ذلك عن عطاء، وأما الهدي .. فيكون في الإبل والبقر والغنم، وحكى النووي عنه أنه قال: البدنة تكون من الإبل والبقر والغنم، وكأنه خطأ نشأ عن سقط.
قوله:(دجاجة) فتح الدال أفصح من كسرها، كذا في "الصحاح"، وحكي الضم، قال الكرماني: فإن قلت: القربان لا يكون إلا من النعم لا من الدجاجة والبيضة .. قلت: معنى قرّب ها هنا: تصدّق متقربًا إلى الله تعالى بها، وقال العيني: وفيه إطلاق القربان على الدجاجة والبيضة؛ لأن المراد من التقرب التصدق، ويجوز التصدق بالدجاجة والبيضة ونحوهما.
قوله:"فإذا خرج الإمام .. طووا الصحف" ولم يكتبوا بعد ذلك أحدًا، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى الجمعة متصلًا بعد الزوال، وهو بعد انقضاء السادسة، فدل على أنه لا شيء من الهدي والفضيلة من جاء بعد الزوال، وكذا ذكر الساعات إنما هو للحث على التبكير إليها والترغيب في فضيلة السبق وتحصيل الصف الأول وانتظارها بالاشتغال بالتنفل والذكر ونحوه، وهذا كله لا يحصل بالذهاب بعد الزوال، ولا فضيلة من أتى بعد الزوال؛ لأن النداء يكون حينئذ، ويحرم التخلف بعد النداء. انتهى كلام النووي،