(يوم القيامة) متفاوتين في القُرب إليه (على قدر) تفاوت (رواحهم) وذهابهم (إلى الجمعات) حالة كونهم مرتبين في القرب إليه؛ (الأول والثاني والثالث) أي: يقدّم في القُرب إليه الأول في حضور الجمعة، ثم الثاني في حضورها، ثم الثالث في ذلك، ونصب الأول وما بعده على الحالية، كما قدرناه؛ لأنها حال مفيدة للترتيب؛ كقولهم: ادخلوا الأول فالأول.
(ثم قال) عبد الله ثانيًا لتأكيد ما ذكره أولًا: أنا (رابع أربعة، وما رابع أربعة ببعيد) لأنه متصل بالثالث، وفاعل في أسماء العدد بمعنى جاعل ما دونه إلى ما فوقه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، عبد المجيد هذا هو ابن عبد العزيز بن أبي رواد وإن أخرج له مسلم في "صحيحه" .. فإنما أخرج له مقرونًا بغيره؛ فقد كان شديد الإرجاء داعية إليه، لكن وثقه الجمهور؛ أحمد وابن معين وأبو داوود والنسائي، ولينه أبو حاتم، وضعفه ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات، فالإسناد حينئذ حسن، ورواه ابن أبي عاصم من هذا الوجه بإسناد حسن، ورواه الطبراني في "الكبير" من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول منها للاستدلال، والأخيران للاستشهاد، كما بيناه في محله.