({يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ}) أي: اذكر لهم يا محمد يوم يجرون ({عَلَى وُجُوهِهِمْ}) إلى النار، يقال لهم:({ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}) أي: قاسوا حر جهنم وألمها على إنكاركم ({إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ}) من الكائنات ({خَلَقْنَاهُ}) مُلتبسًا ({بِقَدَرٍ})(١)؛ أي: إنا خلقنا كل شيء من المخلوقات وأوجدناه في دار الفناء في حالة كونه ملتبسًا بقدر.
والمعنى: أن الله تعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها الله تعالى، قال الواحدي في "الوجيز": وهذه الآيات كلها نزلت في القدرية الذين يكذبون بالقدر وينكرونه، قال النواوي: المراد بالقدر هنا: القدر المعروف؛ وهو ما قدره الله وقضاه، وسبق به علمه وإرادته، وفي هذه الآية الكريمة والحديث تصريح بإثبات القدر، وأنه عام في كل شيء؛ فكل شيء مقدر في الأزل معلوم لله مراد له.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب القدر، باب (٤)، الحديث (٦٦٩٤)، والترمذي في كتاب القدر، باب (١٩)، الحديث (٢١٥٧).
ودرجته: أنه حسن؛ لأن في سنده راويًا مختلفًا فيه؛ وهو زياد بن إسماعيل المخزومي، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث عائشة -رضي الله تعالى عنها-، فقال: