(عن أبيه) أي: روى عمرو عن أبيه شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، فالضمير في أبيه عائد إلى عمرو الحجازي الطائفي القرشي السهمي، وقد ينسب شعيب إلى جده عبد الله، ثبت سماعه من جده عبد الله بن عمرو، وذكر البخاري وأبو داوود وغيرهما أنه سمع من جده، ولم يذكر أحد منهم أنه يروي عن أبيه محمد، ولم يذكر أحد لمحمد هذا ترجمة إلا القليل، وقال في "التقريب": صدوق ثبت سماعه من جده، من الثالثة. يروي عنه:(عم).
(عن جده) أي: عن جد شعيب، فالضمير عائد إلى أبيه؛ أي: روى أبوه شعيب عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي أبو عبد الرحمن الطائفي أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة الفقهاء -رضي الله تعالى عنه وعنهم أجمعين-، له سبع مئة حديث، مات بالطائف في ذي الحجة ليالي الحرة سنة خمس وستين (٦٥ هـ).
وهذا السند من سداسياته؛ رجاله اثنان منهم طائفيان، واثنان كوفيان، وواحد مدني، وواحد بصري، وحكمه: الحسن؛ لأن عمرو بن شعيب عن أبيه مختلف فيه.
(قال) جد شعيب عبد الله بن عمرو بن العاص: (خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) من بيته (على أصحابه وهم) في المسجد (يختصمون) أي: يناقشون وينازعون (في) شأن (القدر) بالإثبات والنفي، وكأن كلًّا منهم كان يستدل بما يناسب مطلوبه ومدعاه من الآيات، ولذالك أنكر عليهم بقوله:"تضربون القرآن بعضه ببعض" فغضب لاختصامهم حتى صار (فكأنما يفقأ)