للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله؛ أَرَأَيْتَ الْبَعِيرَ يَكُونُ بِهِ الْجَرَبُ فَيُجْرِبُ الْإِبِلَ كُلَّهَا؟ قَالَ: "ذَلِكُمُ الْقَدَرُ، فَمَنْ أَجْرَبَ الْأَوَّلَ؟ ".

===

سكان البوادي، (فقال: يا رسول الله؛ أرأيت البعير) أي: أخبرني عن حال البعير (يكون به الجرب) -بفتحتين- داء معروف، (فيجرب) -بضم أوله- من أجرب الرباعي؛ أي: يصير (الإبل) جُرْبًا؛ أي: ذوات جرب، وبفتحته من باب سمع؛ أي: فتصير الإبل (كلها) جرباء بسبب مخالطته إياها؟ (قال) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ذلكم) الجرب الذي عم الإبل كلها (القدر) -بفتحتين- أي: هو الأمر المقدر المكتوب عليها أزلًا، أو سببه القدر؛ أي: القضاء الذي كتب عليها أزلًا لا مخالطة البعير الأجرب، فإن قلت بالعدوى .. (فمن أجرب) البعير (الأول)، فكما أن الله سبحانه هو المؤثر في جرب البعير الأول، كذلك هو المؤثر في جرب سائر الإبل، فلا عدوى.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه بروايته بهذا السند، ولكن أخرج هذا المتن الترمذي في كتاب القدر من طريق ابن مسعود، بل وأخرجه البخاري ومسلم وأبو داوود في كتاب الطب من طريق أبي هريرة إلا قوله: "ذلكم القدر".

فهو مما تفرد به ابن ماجه، فهذا الحديث درجته: أنه صحيح؛ لأن له شاهدًا من حديث أبي هريرة وابن مسعود، إلا ما تفرد به ابن ماجه من قوله: "ذلكم القدر" فهو ضعيف، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى عاشرًا لحديث ابن مسعود بحديث عدي بن حاتم -رضي الله تعالى عنهما-، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>