وقوله:"تقلبها" إما بفتح التاء وسكون القاف وكسر اللام من باب ضرب، من القلب؛ أي: تقلب وجهيها من جانب إلى جانب، أو بضم التاء وتشديد اللام المكسورة، من التقليب، وهو الأشهر الأظهر في مقام المبالغة؛ لدلالته على التكثير، وهو الأوفق بجمع الرياح؛ ليظهر التقلب؛ إذ لو استمر الريح على جانب واحد .. لم يظهر التقلب، وجملة (تقلّبها) صفة للريشة؛ لكون تعريفها للجنس، وقوله:"بفلاة" -بفتح الفاء-: الأرض الخالية من العمران، وذكرها للمبالغة في التقليب، قيل: ولكثرة التقلب سمي القلب قلبًا، كما قال بعضهم شعرًا:
وما سُمِّي الإنسان إلا لنسيه ... وما القلب إلا أنه يتقلب
والمراد بالقلب هنا: اللطيفة المعنوية الحالة في داخل القلب التي تستمد من نور العقل، لا اللحمة الصنوبرية التي حلت في داخل صدر كل حيوان.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف؛ لكون إسناده ضعيفًا، وليس له شاهد يعضده، فهو ضعيف متنًا وسندًا (١٥)(١٥)، وغرضه بسوقه: الاستطراد؛ لأن تقلب القلب يناسب جريان المقادير على الشيء.
* * *
ثم استشهد المؤلف حادي عشره لحديث ابن مسعود بحديث جابر -رضي الله تعالى عنهما-، فقال:
(٨٧) - ٨٧ - (١٤)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي.
قال:(حدثنا خالي يعلى) بن عبيد بن أبي أمية الإيادي مولاهم أبو يوسف الطنافسي الكوفي. روى عن: الأعمش، ويحيى بن سعيد الأنصاري،