(عن أُبي بن كعب) بن قيس بن عبيد الأنصاري الخزرجي أبي المنذر المدني سيد القُراء كتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، قيل: مات سنة تسع عشرة (١٩)، وقيل: سنة ثنتين وثلاثين (٣٢ هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من ثمانياته، ومن لطائفه: أن فيه رواية صحابي عن صحابي، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أُبي بن كعب: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم) دائمًا (يوتر) أي: يصلي الوتر (بـ"سبح اسم ربك الأعلى") في الركعة الأولى بعد الفاتحة، (و "قل يا أيها الكافرون") في الركعة الثانية بعدها، (و"قل هو الله أحد") في الركعة الثالثة بعدها، وزاد النسائي:(ولا يُسلِّم إلا في آخرهن)، وجاء في عدة طرق أن السور الثلاث بثلاث ركعات، والحديث فيه دليل على أن الإيتار بثلاث.
واحتج بعض الحنفية لما ذهبوا إليه من تعيين الوصل والاقتصار على ثلاث بأن الصحابة أجمعوا على أن الوتر بثلاث موصولة حسن جائز، واختلفوا فيما زاد عليها أو نقص عنها، قال: فأخذنا بما أجمعوا عليه وتركنا ما اختلفوا فيه، وتعقبه محمد بن نصر المروزي بما رواه من طريق عِراك بن مالك عن أبي هريرة مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق، وموقوفًا على أبي هريرة من طريق أخرى:(لا توتروا بثلاث تُشَبَّهوا بصلاة المغرب)، وقد صححه الحاكم، وبما رواه محمد بن نصر من طريق عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة والأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا، وإسناده على شرط الشيخين، وقد صححه ابن حبان