للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: "اللَّهُمَّ؛ عَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَاهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا

===

كلمات أقولهن) أي: أدعو بهن (في قنوت الوتر)، وفي رواية أبي داوود: (في الوتر) بلا زيادة قنوت، وظاهره الإطلاق في جميع السنة، كما هو مذهب أبي حنيفة، والشافعية يقيدون القنوت في الوتر بالنصف الأخير من رمضان، كما هو مذهب جماعة من الصحابة، فقال لي جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقل في قنوتك في الوتر: (اللهم؛ عافني) أي: سلمني ونجني من صُنوف الأدواء والأمراض (فيمن عافيتـ) ـه من ذلك؛ أي: مع من عافيته من أسواء الأدواء والأخلاق والأهواء، وقال ابن الملك: من المعافاة التي هي دفع السوء.

(وتولني) أي: تول أمري ولا تكلني إلى نفسي (فيمن توليت) أمره؛ أي: مع جملة من توليت أمرهم وتفضلت عليهم وأحسنت إليهم، قال المظهر: أمر مخاطب من مصدر تولى؛ إذا أحب عبدًا وقام بحفظه وحفظ أمره، (واهدني) أي: ثبتني على الهداية، أو زدني من أسباب الهداية إلى الوصول بأعلى مراتب النهاية (فيمن هديت) أي: في جملة من هديتهم، أو هديته من الأنبياء والأولياء؛ كما قال سليمان عليه السلام: {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (١)، وقال ابن الملك: أي: اجعلني فيمن هديتهم إلى الصراط المستقيم، وقيل: لفظة في فيه وفيما قبله بمعنى مع، قال تعالى {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} (٢). انتهى.

(وقني) أي: احفظني (شر ما قضيت) وقدرت لي من قضاء وقدر، فسَلِّم لي العقل والدين، (وبارك) أنزل البركة (لي) وأكثر الخير لمنفعتي (فيما


(١) سورة النمل: (١٩).
(٢) سورة النساء: (٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>