أعطيت) لي من العُمر والمال والعُلوم والأعمال؛ فـ (إنك) يا إلهي (تقضي) أي: تقدر أو تحكم بكل ما أردت، (ولا يُقضى عليك) فإنه لا معقب لحكمك، ولا راد لقضائك، ولا يجب عليك شيء، و (إنه) أي: إن الشأن والحال (لا يذل) -بفتح وكسر- أي: لا يصير ذليلًا؛ أي: حقيقة ولا عبرة بالصورة (من واليتـ) ـه ونصرته، والموالاة ضد المعاداة.
قال ابن حجر: أي: لا يذل من واليت من عبادك في الآخرة أو مطلقًا، وإن ابتلي بما ابتلي به وسُلِّط عليه من أهانه وأذله باعتبار الظاهر؛ لأن ذلك غاية الرفعة والعزة عند الله تعالى وعند أوليائه، ولا عبرة إلا بهم، ومن ثم وقع للأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الامتحانات العجيبة ما هو مشهور، وزاد البيهقي وكذا الطبراني من عدة طرق:(ولا يَعِزُّ من عَادَيْتَ) أي: لا يعز في الآخرة أو مطلقًا وإن أُعطي من نعيم الدنيا ومُلكها ما أُعطي؛ لكونه لم يمتثل أوامره، ولم يجتنب نواهيه. انتهى "تحفة الأحوذي".
(سبحانك) أي: تنزيهًا لك يا (ربنا) عن كل ما لا يليق بك من صفات النقص، فهو على حذف حرف النداء (تباركت) أي: تكاثر خيرك وإحسانك على عبادك في الدارين (وتعاليت) أي: ارتفعت عظمتك وظهر قهرك وقدرتك على من في الكونين، وقال ابن الملك: أي: ارتفعت عن مشابهة كل شيء، قاله علي القاري، وقال الحافظ في "بلوغ المرام": زاد النسائي في آخره: (وصلى الله على النبي).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر، رقم (١٤٢٥) والترمذي في كتاب الصلاة، أبواب الوتر،