للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سهَا فَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَقَصُرَتْ أَمْ نَسِيتَ؟ قَالَ: "مَا قَصُرَتْ وَمَا نَسِيتُ"، قَالَ: إِنَّكَ صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ:

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات أثبات حفاظ.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم) صلى إحدى صلاتي العشي إما الظهر أو العصر و (سها) أي: نسي عن إتمامها (فسلّم في الركعتين) أي: من الركعتين منها، (فقال له) صلى الله عليه وسلم (رجل يقال: له ذو اليدين) يسميه النبي صلى الله عليه وسلم ذا اليدين لطول كان في يديه حسًا أو معنى، وهو معنى قوله في بعض الرواية: بسيط اليدين؛ وهو الخرباق السلمي، كما سماه بذلك في حديث عمران بن حصين، ويحتمل أنه كان طويل اليدين بالفضل والبذل؛ أي: قال له لما غلب عليه من الحرص على تعلم العلم: (يا رسول الله؛ أقصرت) الصلاة اليوم -بضم القاف وكسر الصاد وبهمزة الاستفهام الاستخباري- أي: أجعلت الصلاة اليوم مقصورة بالنسخ، (أم نسيت) يا رسول الله إتمامها؟ ويصح بفتح القاف وضم الصاد؛ أي: صارت الصلاة مقصورة، أم نسيت إتمامها؟

فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما قصرت) الصلاة بالنسخ (وما نسيت) أنا إتمامها؛ أي: كل ما ذكرته من القصر والنسيان؛ أي: جميع ذلك لم يكن، ولكن وُجد بعضه وهو النسيان، فـ (قال) له: (إنك) أي: إذا لم يكن كل ذلك منك، بل وقع منك بعضه وهو النسيان، (صليت ركعتين) أي: لأنك صليت ركعتين، ويدل على ذلك الذي ذكرناه ما في رواية أبي هريرة: فقال له ذو اليدين: قد كان بعض ذلك يا رسول الله، فـ (قال) رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>