للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي الْمَسْجِدِ يَسْتَنِدُ إِلَيْهَا، فَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ يَقُولُونَ: قَصُرَتِ الصَّلَاةُ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَاهُ أَنْ يَقُولَا لَهُ شَيْئًا، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ طَوِيلُ الْيَدَيْنِ يُسَمَّى ذَا الْيَدَيْنِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ: "لَمْ تَقْصُرْ وَلَمْ أَنْسَ"،

===

(في المسجد) النبوي، حالة كونه (يستند إليها)، وفي رواية مسلم: (فاستند إليها) أي: إلى تلك الخشبة وهي من جذوع النخل، (فخرج) من المسجد (سرعان الناس) بالمهملات المفتوحة، وهو المحفوظ عن متقني أهل العلم، وهو قول الكسائي، وغيرهم يُسكن الراء؛ وهم المسرعون والأوائل المستعجلون أخفاؤهم؛ أي: خرج الذين يسارعون إلى الشيء ويقدمون عليه بسرعة، حالة كونهم (يقولون: قصرت الصلاة) اليوم بضم القاف وكسر الصاد، ورُوي بفتح القاف وضم الصاد، وكلاهما صحيح، (وفي القوم) الحاضرين (أبو بكر وعمر فهاباه) أي: هاب وخاف أبو بكر وعمر النبي صلى الله عليه وسلم (أن يقولا له شيئًا) من السؤال كما سأله ذو اليدين، (وفي القوم) الحاضرين (رجل طويل اليدين) وهو الخرباق السلمي (يسمى) ذلك الرجل؛ أي: سماه النبي صلى الله عليه وسلم (ذا اليدين، فقال) ذلك الرجل: (يا رسول الله؛ أقصرت الصلاة) أي: هل صارت مقصورة بالنسخ، (أم) أنت (نسيت) إتمامها؟ (فقال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم تقصر) أي: لم تكن الصلاة مقصورة بالنسخ، (ولم أنس) أنا عن إتمامها في ظني واعتقادي؛ وهو أنه لم يفعل شيئًا من ذلك، فأخبر بحق إذ خبره موافق لما في نفسه، فليس فيه خلف ولا كذب، ومن هذا ما صار إليه أكثر الفقهاء من أن الحالف بالله على شيء يعتقده فيظهر أنه بخلاف ما حلف عليه أن تلك اليمين لاغية لا حنث فيها، وهي لم يضفها الله تعالى إلى كسب القلب حيث قال: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>