للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ مِنَ الْعَصْرِ، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ، فَقَامَ الْخِرْبَاقُ رَجُلٌ بَسِيطُ الْيَدَيْنِ فَنَادَى: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ فَخَرَجَ مُغْضَبًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ، فَصَلَّى تِلْكَ الرَّكْعَةَ الَّتِي كَانَ تَرَكَ ثُمَّ سَلَّمَ،

===

(قال) عمران: (سلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث ركعات) أي: عقب ثلاث ركعات (من) صلاة (العصر، ثم قام) من مصلاه، (فدخل الحجرة) أي: منزله (فقام) إليه صلى الله عليه وسلم (الخرباق) هو (رجل) أي: اسم رجل من بني سلمة، لقبه (بسيط اليدين) أي: طويلهما؛ لأنه كان في يديه طول حسي أو معنوي، كما مر (فنادا) هـ ذلك الرجل، فقال في ندائه: (يا رسول الله؛ أقصرت الصلاة) اليوم.

(فخرج) رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجرته، حالة كونه (مغضبًا) أي: مغلوب الغضب؛ أي: غضبان وغضبه صلى الله عليه وسلم يحتمل أن يكون إنكارًا على المتكلم؛ إذ قد نسبه إلى ما كان يعتقد خلافه، ولذلك أقبل على الناس متكشفًا عن ذلك، وعلى ذلك يدل ما في بعض الأحاديث الواردة في هذه القصة، ويحتمل أن يكون غضبه لأمر آخر لم يذكره الراوي، وكأن الاحتمال الأول أظهر، حالة كونه (يجر إزاره) على الأرض؛ يعني: لكثرة اشتغاله بشأن الصلاة خرج يجر إزاره، وفي رواية مسلم: يجر رداءه وهي الأوضح؛ أي: خرج حتى انتهى إلى الناس، حالة كونه يجر رداءه ولم يتمهل ليلبسه.

(فسأل) الناس فقال لهم: أصدق ذلك الرجل فيما يقول؟ كما في رواية مسلم، (فأُخبر) بالبناء للمفعول؛ أي: فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصنيعه؛ أي: قالوا له: نعم، صدق الرجل فيما يقول، فاستقبل القبلة، (فصلى تلك الركعة) الباقية (التي كان تركـ) ـها أولًا، (ثم سلم) أي: أتى السلام

<<  <  ج: ص:  >  >>