للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا؛ إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ"، قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي نَفْسَهُ.

===

(لاتخذت أبا بكر خليلًا)، لكن محبوبي بهذه الصفة هو الله سبحانه، وعلى الثاني: لو اتخذت خليلًا أرجع إليه في الحاجات واعتمدت عليه في المهمات .. لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن اعتمادي في الجميع على الله سبحانه وهو سبحانه ملجئي وملاذي.

والمراد بقوله: (إن صاحبكم خليل الله) يريد نفسه أن صاحبكم قد اتخذ الله خليلًا، فليس له أن يتخذ غيره خليلًا احترازًا عن الشركة، لكن المتبادر إلى الأفهام أن الله اتخذ صاحبكم خليلًا، فيجب عليه أن ينقطع إليه، فكيف يتخذ غيره خليلًا؟ ! وعلى الثاني: يفهم من الحديث أن الله تعالى قد اتخذ نبينا -صلى الله عليه وسلم- خليلًا كما اتخذه حبيبًا، والخلة ليست مخصوصة بإبراهيم عليه السلام، بل حاصلة لنبينا -صلى الله عليه وسلم- بأكمل وجه وأتم مقام، ولا يخفى ما في هذا الحديث من الدلالة على فضل الصديق، وأنه يصلح أن يكون خليلًا لمثله -صلى الله عليه وسلم- لو جاز له اتخاذ أحد خليلًا سوى الله تعالى، وهل يعقل في العقل ويتصور في النقل درجة فوق هذا؟ !

(قال وكيع) بالسند السابق: (يعني) -صلى الله عليه وسلم-؛ أي: يقصد بقوله: إن صاحبكم (نفسه) الشريفة عليها أفضل الصلوات وأزكى التحيات.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب (٤٧)، الحديث (٦١٢٦)، والترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق الحديث (٣٦٥٥).

فدرجته: أنه صحيح، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>