للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ - وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: لَمَّا ثَقُلَ - .. جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بالصَّلَاةِ فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ - تَعْنِي: رَقِيقٌ - وَمَتَى مَا يَقُومُ مَقَامَكَ .. يَبْكِي فَلَا يَسْتَطِيعُ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ

===

(قالت) عائشة: (لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه) أي: بسببه، (وقال أبو معاوية) في روايته عن الأعمش بدل قول وكيع: لما مرض: (لما ثقل) رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتد مرضه حتى عجز عن الخروج إلى المسجد .. (جاء بلال) المؤذن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله، حالة كون بلال (يؤذنه) صلى الله عليه وسلم من الإيذان؛ وهو الإعلام؛ أي: يعلمه ويخبره (بالصلاة) أي: بحضور وقتها، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده: (مروا أبا بكر) بالصلاة بالناس (فليصل بالناس). قالت عائشة: (قلنا) معاشر الحاضرين عنده لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ إن أبا بكر رجل أسيف) أي: شديد الحزن رقيق القلب سريع البكاء (تعني) عائشة بقولهم: رجل أسيف: رجل (رقيق) القلب، (ومتى ما يقوم مقامك) أي: في مصلاك، ولفظة (ما) زائدة، ومتى شرطية مهملة عن عمل الجزم حملًا لها على إذا الشرطية؛ كما يجزم بإذا حملًا لها على متي، وفي بعض النسخ: متى (ما يقم بالجزم) على الأصل الذي هو إعمالها .. (يبكي) كثيرًا (فلا يستطيع) أن يقرأ، (فلو أمرت) يا رسول الله (عمر) بن الخطاب بالصلاة بالناس، (فصلى) عمر (بالناس) .. لكان خيرًا.

(فقال) لنا رسول الله: (مروا) أيها الحاضرون (أبا بكر) بالصلاة بالناس

<<  <  ج: ص:  >  >>