للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ؛ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ قَالَتْ: فَأَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَصَلَّى بَالنَّاسِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ،

===

(فليصل) أبو بكر (بالناس؛ فإنكن) أيها الحاضرات عندي - يعني: عائشة ومن معها من النساء - (صواحبات يوسف) الصديق؛ أي: في إظهار خلاف ما يُبطن، وفي كثرة الإلحاح في غير الصواب، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إنكن" عائشة؛ فإنها أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن الصديق؛ لكونه لا يُسمِع المأمومين القراءةَ لبكائه، ومرادها زيادة على ذلك؛ وهو إلا يتشاءم الناس به، وأراد بقوله: "صواحبات يوسف" زليخا امرأة العزيز، حيث قالت لزوجها: ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا، ففي الكلام تشبيه بليغ.

(قالت) عائشة: (فأرسلنا إلى أبي بكر) وهو في المسجد بأن الرسول يأمرك بالصلاة بالناس، (فصلى) أبو بكر (بالناس) أي: شرع في الصلاة بهم، (فـ) بعدما شرع أبو بكر في الصلاة بالناس واستمر إمامًا تلك المدة .. (وجد) أي: عرف (رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة) مرض، قوله: (فوجد) عطف على مقدر؛ تقديره: فاستمر أبو بكر إمامًا للناس أيامًا قلائل، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة مرض.

(فخرج إلى) المسجد لـ (الصلاة) حالة كونه (يهادى) بالبناء للمفعول؛ أي: يمشى (بين رجلين) أحدهما العباس والآخر علي؛ أي: يمشي بينهما معتمدًا عليهما من شدة التمايل والضعف، (ورجلاه) أي: والحال أن رجليه (تخطان في الأرض) أي: يجرهما على الأرض من عدم القوة فيظهر أثرهما في الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>