صلى الله عليه وسلم من الصلاة .. (قال) لعبد الرَّحمن: (وقد أحسنت) في الصلاة بهم (كذلك) أي: مثل ما فعلت اليوم بهم (فافعل) فيما يستقبل إذا وقعت مثل هذه الواقعة.
ورواية مسلم:(فلما أحس) وعلم عبد الرَّحمن (بـ) حضور (النبي صلى الله عليه وسلم ذهب يتأخر) أي: شرع في المتأخر عن موضعه؛ ليتقدم النبي صلى الله عليه وسلم، (فأومأ إليه) أي: أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الرَّحمن أن اثبت مكانك، (فصلى) عبد الرَّحمن (بهم) أي: بالقوم الركعة الباقية، (فلما سلم) عبد الرَّحمن بهم .. (قام النبي صلى الله عليه وسلم لإتمام صلاته) قال المغيرة: (وقمت) أنا معه صلى الله عليه وسلم، (فركعنا) أي: صلينا (الركعة) الباقية لنا (التي سبقتنا) مع القوم؛ أي: التي صُلّيت قبل حضورنا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مقتديًا بعبد الرَّحمن مسبوقًا، كما هو الظاهر من قوله:(فركعنا الركعة التي سبقتنا) وكفاه به شرفًا.
وأما تمادي عبد الرَّحمن وتأخر أبي بكر الصديق في حديث آخر رضي الله تعالى عنهما .. فلأن عبد الرَّحمن قد صلى ركعة بالقوم، فتمادى في إمامته؛ لئلا يختل على القوم ترتيب الصلاة، وأما تأخر أبي بكر .. فلكونه في مفتتح الصلاة، قال القاضي عياض: وصلاتهم قبل أن يأتيهم يحتمل أنهم بادروا فضل أول الوقت، أو ظنوا أنه عرّس ليله، أو أنه أخذ غير طريقهم، أو أنه لا يأتي إلَّا وقد صلي، وفزعهم حين أدركهم يصلون يدلُّ على أنهم لَمْ يبادروا لفضل أول الوقت، ولا أنهم أخروا الصلاة حتى خافوا خروج الوقت، فالأشبه أنهم انتظروه، فلما تأخر عن وقته المعتاد .. صلوا. انتهى.