للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَا يَرَاهُمْ مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ كَمَا يُرَى الْكَوْكَبُ الطَّالِعُ فِي الْأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا".

===

(قال) أبو سعيد الخدري: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن أهل الدرجات) جمع الدرجة وهي المرتبة والطبقة (العلا) جمع عُليا كالكبرى؛ أي: من أهل الجنة (يراهم) وفي رواية الترمذي: (ليراهم) مؤكدة باللام، وهي بصرية، و (من) اسم موصول فاعل الرؤية (أسفل) ظرف منصوب صلة لمن الموصولة؛ أي: ليبصرهم وينظر إليهم الذين كانوا أسفل (منهم) أي: أسفل من أهل الدرجات العلا في المنزلة (كما يُرى) بالبناء للمفعول؛ أي: كما يرى أهل الأرض (الكوكب) أي: النجم (الطالع في الأفق) أي: في أفق (من آفاق السماء) أي: في ناحية من نواحي السماء.

(وإن أبا بكر وعمر منهم) أي: من أهل الدرجات العلا، وقوله: (وأنعما) فعل ماض اتصل به ألف الاثنين من باب أفعل الرباعي اللازم؛ مثل أبرع وأورق؛ أي: بل زادا على تلك المنزلة والمرتبة؛ من أنعم زيدٌ إذا زاد على غيره في النعمة، أو أنعما؛ أي: دخل أبو بكر وعمر في النعيم الأبدي؛ من قولهم: أنعم زيد إذا دخل في النعيم، وقيل: معناه صارا إلى النعيم الأبدي ودخلا فيه؛ كقوله: أشمل إذا دخل في الشمال، كذا في "النهاية".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- (٣٦٥٨)، وأبو داوود أيضًا، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>