للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَلْ مِنْ سَاعَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ أُخْرَى؟ قَالَ: "نَعَمْ، جَوْفُ اللَّيْلِ الْأَوْسَطُ، فَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى يَطْلُعَ الصُّبْحُ، ثُمَّ انْتَهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَمَا دَامَتْ كَأَنَّهَا حَجَفَةٌ حَتَّى تُبَشْبِشَ،

===

(هل من ساعة) من زائدة، وساعة مبتدأ، وسوغ الابتداء بالنكرة العموم ودخول من الاستغراقية عليه (أحب) خبر المبتدأ، وهو اسم تفضيل يصح الإخبار به عن المذكر والمؤنث؛ أي: هل ساعة أحب (إلى الله) تعالى؛ أي: عند الله تعالى (من) ساعة (أخرى؟ قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم) عند الله ساعة العمل فيها أحب من العمل في غيرها، وتلك الساعة هي (جوف الليل) أي: آنائه وداخله وثلثه (الأوسط) قال السندي: جوف الليل؛ أي: وسطه، وقوله: "الأوسط" كالبيان للجوف، أي: فهو عطف بيان له، فإذا جاءك ثلثه الأوسط .. (فصل ما بدا لك) أي: ما ظهر لك من الصلاة وقدرت عليه (حتى يطلع الصبح) وينشق الفجر الصادق في الأفق.

(ثم) بَعْدَمَا طلعَ الفجر وانشق (انته) أي: اكفف وامنع نفسك من صلاة الليل إلَّا راتبة الفجر وفرض الصبح (حتى تطلع الشمس) وترتفع قدر رمح، قال السعدي قوله: "انْتَهْ" أمر من الانتهاء، وفي نسخة: (أَنْهِهْ) من الإنهاءِ بمعنى الانتهاءِ، والهاء للسكت؛ كما في قوله تعالى {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (١)، (و) لا تصل بعد طلوع قرصها (ما دامت كأنها حجفة) بتقديم الحاء المهملة على الجيم، وهما مفتوحتان، وهي الترس؛ أي: لا تصل بعد طلوعها مدة دوام تشبهها بالحجفة في عدم الحرارة وإمكان النظر إليها وعدم انتشار النور منها (حتى تُبَشْبِشَ) -بضم الفوقانية وفتح الموحدة وسكون المعجمة وكسر الموحدة الثانية- من بَشْبَشَ بوزن فَعْلَلَ كدحرج وزلزل، لكنه من مزيد الثلاثي؛


(١) سورة الأنعام: (٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>