للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى يَقُومَ الْعَمُودُ عَلَى ظِلِّهِ، ثُمَّ انْتَهِ حَتَّى تَزِيغَ الشَّمْسُ؛ فَإِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ نِصْفَ النَّهَارِ،

===

أي: حتى تُبَشْبِشَ ويَنْتَشِرَ نورُها وشعاعُها في نواحي الأرض من الجبال والسهول.

(ثم) بعدما بَشْبَشَتْ ونَشَرَتْ شُعاعَها بارتفاعها قدْرَ رمح (صل ما بدا لك) واستطعت من صلاة الضحى والنوافل المطلقة (حتى يقوم العمود) أي: عمود البيت وخشبته التي تربط عليها الخيمة (على ظله) لنهاية قصره من غير خروج الظل من تحته لبلوغه في القصر غايته، وذلك وقت الاستواء، قال السندي: قوله: "حتى يقوم على ظله" وهو خشبة يقوم عليها البيت، والمراد: حتى يبلغ الظل في القصر غايته ونهايته بحيث لا يظهر إلَّا تحت العمود، والمراد به: وقت الاستواء الذي يقول فيه الفقهاء حتى قام قائم الظهيرة.

(ثم) بعدما بلغ غايته في القصر (انته) أي: اكفف نفسك عن فعل الصلاة واتركها (حتى تزيغ) وتميل (الشمس) عن وسط السماء إلى جانب الغرب، والفاء في قوله: (فإن جهنم) تعليلية؛ أي: وإنما قلت: ثم انته عن الصلاة حتى تزيغ الشمس؛ لأن جهنم (تُسْجَرُ) بالبناء للمفعول مع التخفيف أو التشديد؛ أي: توقد وتلتهب ويشتد حرها وقت (نصف النهار) أي: توقد إيقادًا بليغًا كأنه أراد الإبراد بالظهر، كما مر في بابه، وضبطه ابن الملك بالتشديد، وضبطه ملا علي به وبالتخفيف، وبكليهما جاء القرآن قال تعالى: {ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} (١)، {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} في الطور (٢)، وقال: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} (٣)، وسَجْرُ النارِ تَهْييجُهَا.


(١) سورة غافر: (٢٢).
(٢) سورة الطور: (٦).
(٣) سورة التكوير: (٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>