(ثم) بعدما زاغت الشمس وزالت (صل ما بدا لك) واستطعت من النوافل والفرائض (حتى تصلي) فرض (العصر) ونوافله، أي: إلى أن تصلي العصر، (ثم) بعدما فرغت من صلاة العصر (انته) أي: اكفف نفسك عن فعل النوافل المطلقة (حتى تغرب الشمس) بجميع قرصها؛ (فإنها) أي: فإن الشمس (تغرب بين قرني الشيطان) وحينئذ يسجد لها عابدوها، كما في رواية مسلم (وتطلع بين قرني الشيطان) وحينئذ يسجد لها عابدوها.
قال الخطابي: وذكر تسجير جهنم وكون الشمس بين قرني الشيطان وما أشبه ذلك من الأشياء التي تذكر على سبيل التعليل لتحريم شيء أو لنهي عن شيء من الأمور التي لا تُدْرَك معانيها من طريق الحس والعيان، وإنما يجب علينا الإيمان بها والتصديق بمخبوءاتها والانتهاء إلى أحكامها التي علقت بها. انتهى من "العون".
قوله: "حتى تصلي العصر" قال في "النيل": فيه دليل على أن وقت النهي لا يدخل بدخول وقت العصر ولا بصلاة غير المصلي، وإنما يكره لكل إنسان بعد صلاة نفسه حتى لو أخرها عن أول الوقت لَمْ يكره التنفل قبلها. انتهى منه.
قلت: هذا هو الظاهر من الحديث، وحمله الآخرون على وقت الغروب وعلى وقت الطلوع. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب صلاة المسافرين، في بيان إسلام عمرو بن عبسة في ضمن باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، أخرجه مطولًا بأسانيد صحيحة بألفاظ أخر، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب من رخص في صلاة الركعتين بعد العصر إذا كانت الشمس مرتفعة، والنسائي