وترتفع (على رأسك كالرمح) المستوي المستقيم الذي لا يميل من جانب إلى جانب، وتخصيص الرمح هنا للذكر؛ لأن العرب أهل بادية، إذا أرادوا أن يعلموا نصف النهار .. ركزوا رماحهم في الأرض، ثم نظروا إلى ظلها. انتهى من "المرقاة".
(فإذا كانت) مرتفعة عالية (على رأسك) أي: فوق رأسك واقفة فوقه (كالرمح .. فدع) أي: فاترك (الصلاة) التي لا سبب لها؛ (فإن تلك الساعة) التي تكون الشمس فيها فوق رأسك (تسجر) وتوقد (فيها جهنم، وتفتح فيها أبوابها) أي: فدع الصلاة في تلك الساعة التي هي ساعة الاستواء (حتى تزيغ) وتميل (الشمس عن) كبد السماء إلى (حاجبك الأيمن) يعني: إلى جهة المغرب، (فإذا زالت) ومالت عن كبد السماء إلى جهة المغرب .. فصل بقدر ما استطعت .. (فالصلاة) أي: فإن الصلاة في ذلك الوقت (محضورة) تحضرها الملائكة (متقبلة) أي: مأجورة لها ثواب (حتى تصلي) فرض صلاة (العصر) وتفرغ عنها، (ثم) بعدما صليت العصر (ح الصلاة) واتركها (حتى تغيب) وتغرب (الشمس) بجميع قرصها. وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن رواه ابن حبان في "صحيحه" عن أحمد بن علي بن المثنى عن أحمد بن عيسى المصري، عن ابن وهب، عن عياض بن عبد الله القرشي، عن سعيد المقبري به، ورواه ابن خزيمة أيضًا في "صحيحه" عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ويوسف بن عبد الأعلى كلاهما