عتبة وكان أمير المدينة (إلى ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما حالة كوني (أسأله) أي: أسأل ابن عباس (عن) كيفية (الصلاة في الاستسقاء) أي: في طلب سقيا المطر من الله تعالى.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه هشام بن إسحاق، وهو مقبول.
والاستسقاء لغة: طلب سقيا الماء من الغير للنفس أو للغير، وشرعًا: طلبه من الله تعالى عند حصول الجدب على وجه مخصوص، قاله الحافظ ابن حجر، وقال الجزري في "النهاية": هو استفعال من طلب السقيا؛ أي: إنزال الغيث على البلاد والعباد، يقال: سقى الله عباده الغيث وأسقاهم، والاسم السقيا -بضم السين- واسْتَسْقَيْتُ فلانًا إذا طلبت منه أن يسقيك. انتهى، وقال الرافعي: هو أنواع؛ أدناها الدعاء المجرد، وأوسطها الدعاء خلف الصلوات، وأفضلها الاستسقاء بركعتين وخطبتين، والأخبار قد وردت بجميع ذلك. انتهى.
فسألته (فقال ابن عباس: ما منعه) أي: ما منع ذلك الأمير (أن يسألني) بنفسه بلا واسطة، ثم (قال) ابن عباس: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم) إلى مصلى العيد، كما في رواية الشيخين، حالة كونه (متواضعًا) في الظاهر لله تعالى (متبذلًا) -بتقديم التاء على الموحدة- أي: لابسًا ثياب البذلة والمهنة تاركًا ثياب الزينة، قال في "النهاية": التبذل ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع (متخشعًا) في الباطن (مترسلًا) أي: غير مستعجل في مشيه، يقال: ترسل الرجل في كلامه ومشيه إذا لم يعجل. انتهى "سندي"