للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَمَا جَمَّعُوا حَتَّى أُجِيبُوا، قَالَ: فَأَتَوْهُ فَشَكَوْا إِلَيْهِ الْمَطَرَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ؛ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا"، قَالَ: فَجَعَلَ السَّحَابُ يَنْقَطِعُ يَمِينًا وَشِمَالًا.

===

مرة: (فما جمعوا) أي: ما صلوا صلاة الجمعة (حتى أُجيبوا) دعاءهم بإنزال للمطر، وفي بعض النسخ: (حتى أُحْيُوا) بالبناء للمفعول فيهما من الإحياء بمعنى الحياة؛ أي: حتى حصلت لهم الحياة والمعيشة بحصول الخصب لهم بسبب المطر، ويمكن أن يكون الأخير بالبناء للفاعل من أحيا القوم إذا صاروا في الحياة؛ وهو الخصب.

(قال) كعب بن مرة: (فأتوه) أي: فأتى الناسُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (فشكوا إليه المطر) أي: أخبروه بكثرة المطر على سبيل الشكوى من كثرته وضرره، (فقالوا) في شكواهم إليه: (يا رسول الله؛ تهدمت البيوت) أي: تساقطت على عروشها، وانقطعت السبل، وصعب الخروج إلى البساتين والمزارع، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم)؛ أمطر (حوالينا) أي: نواحِيَنا وجوانِبَنا من الأماكن التي تحتاج إلى المطر من الجبال ومنابت الشجر، (ولا) تمطر (علينا) أي: اجعل المطر حول المدينة، ولا تجعله عليها، (قال: فـ) انقطع المطر في ذلك الوقت و (جعل السحاب ينقطع) وينكشف عن المدينة ويذهب (يمينًا وشمالًا).

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرج مسلم نحوه من حديث أنس بن مالك، في باب الدعاء في الاستسقاء، وأخرج الحاكم نحوه من حديث جابر بن عبد الله في كتاب الاستسقاء، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وابن أبي شيبة في "مصنفه"، والطبراني في "المعجم الكبير" وإسناده صحيح، وعبد الرزاق في "مصنفه".

<<  <  ج: ص:  >  >>