للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ مَا يَتَزَوَّدُ لَهُمْ رَاعٍ، وَلَا يَخْطِرُ لَهُمْ فَحْلٌ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللهَ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ؛ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا طَبَقًا مَرِيعًا غَدَقًا عَاجِلًا

===

أبي يحيى الكوفي، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومئة (١١٩ هـ). يروي عنه: (ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) ابن عباس: (جاء أعرابي) أي: شخص من سُكان البادية، لم أر من ذكر اسمه (إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله) والله (لقد جئتك) رسولًا (من عند قوم ما يتزود لهم راع) أي: ما يخرج راع لهم إلى المراعي ليتزود اللبن من المواشي، (ولا يخطر لهم فحل) أي: لا يخطر ولا يحرك فحلهم وذَكَرُ إبلهم ذَنَبَهُ ليضرب بها فخذَهُ؛ لجوعه وعدم نشاطه وعطشه كما يضرب بها فخذه عند نشاطه وشبعه، فصار كالناقة لا يتجول ولا يتحرك لجوعه، مأخوذ من خَطَر البعير بذَنَبه يخطر من باب ضرب؛ إذا رفع ذَنَبَه مرةً بعد مرة وضرب به فخذه، والمراد: بيان ضعف الفحل الذي هو أقوى من الأنثى.

(فصعد) النبي صلى الله عليه وسلم (المنبر) أي: طلع عليه خطيبًا، (فحمد الله) تعالى؛ أي: وصفه بما هو لائق به من صفات الكمال، (ثم قال) في دعائه: (اللهم؛ اسقنا غيثًا مغيثًا) أي: مطرًا منقذًا لنا من شدة القحط (مريئًا) أي: كثير الخير والبركة (طبقًا) أي: يكون كالطبق على الأرض؛ لكثرة مائه (مريعًا) أي: ذا ريع ونبات (غدقًا) أي: كبير القطرات (عاجلًا)

<<  <  ج: ص:  >  >>